نبذة عن حياة سيدة نساء العالمين

Publié le par fatima

 

استشهاد فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و اله
                                                


~*¤§()§¤*~ عظم الله لكم الأجر ~*¤§()§¤*~

بقلب مشتت ونفس حزينة أتقدم بخالص التعازي
إلى الإمام القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
وإلى جميع الأمة الإسلامية في
وفاة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
سائلين المولى عز وجل أن يعجل لوليه الفرج
ويجعلنا ممن يأخذ معه بثار جدته الزهراء(ع)
وعظم الله أجورنا وأجوركم
السلام على البتول الشهيدة
السلام عليك يا فاطمة الزهراء(ع)
السلام عليك ايتها المظلومة الصابرة
لعن الله من منعك حقك ودفعك عن إرثك
ولعن الله من ظلمك وأعنتك
ولعن الله من رضي بذلك
وشايع فيه واختاره .. وأعان عليه
وألحقهم بدرك الجحيم
اللهم انتقم لها وخذ لها بحقها




شذرات من حياة السيده فاطمة الزهراء عليها السلام
عندما نريد الانفتاح على آفاق الزهراء(ع)، وعلى الرحاب الواسعة التي كانت تعيش فيها، فإننا لا نستطيع أن نتابع هذا المدى الواسع الذي تتمثل فيه هذه الآفاق، لأن ما فكّرت فيه الزهراء(ع)، وما عاشته وتحسّسته وتطلّعت إليه، لم يحدثنا التاريخ عن كثير منه، وربما لم تتحدث الزهراء(ع) عنه بشكل واسع، لأن ما يعيشه الإنسان الرسالي مع الله لا يستطيع أحد أن يعبّر عنه، وربما لا يستطيع الشخص نفسه أن يعبِّر عما يعيشه في روحيته مع الله، لأنّ كثيراً من القضايا تُحَس ولا يمكن أن تحدَّد.. فنحن عندما نتطلّع إلى الطبيعة في أعلى صور جمالاتها، أو عندما نشمّ الوردة في عطرها حين تتفتح في شباب الورود على العطر؛ فإننا نتحسّس من خلال نظرتنا للجمال بعض المشاعر والأحاسيس الفياضة بالفرح والانفتاح على الجمال، لا نستطيع أن نعبر عنها. وهكذا عندما نشمّ الوردة، فإننا لا نستطيع أن نتحدّث عن العطر الذي شممناه بشكل دقيق، لأن هناك أشياء تُحسّ ولا يمكن التعبير عنها
وهكذا شأن الرساليين عندما يعيشون مع الله، وعندما ينفتحون عليه، وعندما يتحسّسون حبّه، وعندما يُطلقون طاقاتهم في سبيل رضاه، فإنهم قد لا يملكون الكلمات التي يمكن أن تعبِّر عن ذلك كلّه. لذلك ما يأتينا من العظماء ومن الرساليين من كلمات لا تمثِّل كل أفكارهم وكل تطلّعاتهم، لأن هناك أشياء تُعاش من دون أن تُحدّد أو يعبّر عنها
الزهراء الطفله الرساليه :
وعندما ندرس الزهراء(ع)، فلا نجد في حياتها أنها عاشت طفولة الأطفال الذين يلهون ويعبثون ويلعبون؛ كانت طفولتها لا تحمل أية فرصة للّعب وللعبث وللّهو كما يلعب أو يعبث أو يلهو الأطفال... فتحت عينيها على الحياة، وإذا بأبيها رسول الله(ص) يأتي بين وقت وآخر مثقلاً بكل ما يلقيه عليه المشركون من ضغوط ومن أعباء ومن مشاكل، وحتى من الأقذار التي كانت تلقى على ظهره وهو يصلّي.. فنقرأ في تاريخ الزهراء(ع) أنها رأت أباها(ص) وهو قادم من المسجد الحرام، والمشركون قد وضعوا الأوساخ على ظهره، فلم تملك إلا أن تعبِّر عن حزنها ومواساتها لأبيها(ص) بالبكاء
أم أبيها
وهكذا رأينا أن أمومتها لأبيها التي عبّر عنها رسول الله(ص) وهو يتحدث عنها أنها "أم أبيها"، كانت أمومة تُثقل هذه الطفولة، وتحمّلها مسؤولية إن الأمومة تمثل بالنسبة إلى الأم الحقيقية مسؤولية كبرى تملأ فكر الأم وتثقل مشاعرها وأحاسيسها وتُتعب جسدها وفكرها، لأنّ الإنسانة عندما تكون أماً فإنّ الولد يتحول إلى أن يكون محور حياتها. ولهذا نجد أن بعض الأزواج يغارون من أطفالهم عندما تنشغل زوجاتهم عنهم بالأطفال، لأن الولد يمثل المحور الذي تدور عليه آفاق الأم غالباً، فكيف إذا كان شخصية في مستوى رسول الله(ص)؟ ليس ولداً بالجسد، ولكنه ولد بالحنان وولد بالروح، إنها كانت تتحسّس ـ في ما نستوحيه من هذا التعبير ـ علاقتها برسول الله(ص) الذي ربّما كان يحدّثها أنه فقدَ أمه وهو طفل كما فقد أباه وهو حمل، وأنّه لم يستطع أن يحصل على هذه الطاقة الروحية العاطفية من الحنان الذي يملأ قلب الطفل من خلال احتضان أمه، ومن خلال رعاية أمه ومن خلال إحساس أمه به، ولذا بقي في حالة فراغ عاطفي في شخصيته. والإنسان، حتى لو كان نبياً، بشرٌ، والبشركما لا يستطيع أن يعيش بدون طعام وشراب فيما هو الطعام المادي والشراب المادي، فإنه لا يستطيع أن يعيش بدون طعام روحي. ولذلك لم تستطع هذه الطفلة الرسالية الرائعة، أن تعوّضه عن دور الأب، ولكنّها عوّضته عن دور الأم باعترافه(ص). ونحن نعرف كم هو الثقل الذي تشعر به هذه الطفلة التي كانت تماماً كالبرعم الذي لم يتفتح، فكم تحتاج أن تبذل من الجهد ومن الطاقة الشعورية ومن الروح العميقة الممتدة ومن الأفق الواسع ومن كل ما يحتاجه الإنسان في كل خفقات القلب ونبضات الشعور حتى تكون أماً لأبيها، لذلك لم يتحدث إلينا التاريخ عن كثير من التفاصيل، ولكن هذه الكلمة، وهي كلمة الإنسان الذي
{وما ينطق عن الهوى* إن هو إلاّ وحيٌ يوحى}
(النجم:3ـ4)
الإنسان الجاد في كل كلماته كما كان الإنسان الجاد في كل حياته، لا يتكلم عن هوى ولا يتكلم عن عاطفة غير مسؤولة، ولكنه كان يتكلم عن حقيقة؛ إنّ هذه الكلمة تختصر كل مرحلة الزهراء(ع) في ذلك الوقت، وكل تأثيراتها الروحية في تخفيف الآلام التي كان يعيشها مما تفرضه عليه أعباء الرسالة وأثقالها، حتى إذا فقد زوجه المخلصة أمّ الزهراء(ع)، وفقدت الزهراء(ع) أمّها، لم يشغلها ذلك عن رعايتها لأبيها، بل إنها رأت أن المسؤولية مضاعفة، لأن عليها أن تعطيه عاطفة البنت وعاطفة الأم ورعاية الزوجة، ولهذا اندمجت حياتها بحياة رسول الله(ص).
الزهراء عليها السلام البيت والرحمه :
ونقرأ في تاريخ رسول الله(ص) أنّ بيت فاطمة، حتى بعد أن تزوّجت، كان بيته المميّز في الوقت الذي كان يملك عدّة بيوت بعدد زوجاته، لأنه لم يجد عند أيّة واحدة منهنّ ما وجده عند ابنته الزهراء(ع). والقضية ليست قضية عاطفة يتحسّسها رسول الله(ص) في عاطفة ابنته، ولكنه رأى فيها الإنسانة التي عاشت معه في انفتاحه على الله، فكانت تعيش مع الله بكلّها كما كان يعيش هو مع الله بكلّه، وكانت تتحسّس رسالية الإسلام في حياتها كما كان يتحسّس ذلك. نشأت الزهراء رسالية، ولذلك لم يذكر التاريخ أبداً أن الزهراء(ع) أخطأت في كلمة أو أخطأت في فعل أو أخطأت في علاقة. كانت المعصومة في سلوكها قبل أن تنـزل آية العصمة في أهل البيت(ع):
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً}
(الأحزاب:33)
كانت عصمتها إرادية انطلقت من أنها لم يدخل في حياتها إلا توحيد الله و الإيمان به، فالله كرّم وجهها عن السجود للصنم، كما كرّم وجه أبيها(ص) قبل الرسالة عن السجود للصنم، وكما كرّم وجه زوجها علي(ع) قبل رسالة النبي(ص) عن السجود للصنم، فنحن نستطيع أن نقول عنها كرّم الله وجهها كما نقول عن عليّ كرّم الله وجهه، لأن غيرها من النساء كنّ ممن سجدنَ للصنم قبل الإسلام، ولكن الزهراء(ع) عندما عرفت السجود كان أول سجودها لله، وعندما عرفت الركوع كان أول ركوعها لله، وعندما عرفت القيام كان قيامها تسليماً لله، كان قيامها لله في ذلك كله
ولذلك جاءت آية التطهير لتؤكد عصمتها التي تحرّكت في الواقع، وتُسجّل عصمة تتحرك في القرآن، تماماً كما هي عصمة علي(ع) وعصمة النبي(ص) قبل ذلك وعصمة ولديها الحسن والحسين(ع)

الزهراء (ع) الكاتبه والمعلمه :

وعلى صعيد آخر، هناك نقطة مهمة جداً، قد لا ينتبه إليها الكثيرون، وهي أنّ فاطمة الزهراء(ع) كانت أول مَن ألّف كتاباً في الإسلام، ولم يُنقل أنّ رجلاً أو امرأةً ألّف كتاباً في ذلك الوقت. "مصحف الزهراء" هو كتاب الزهراء(ع)، كان اهتمامها بالعلم وبحديث رسول الله(ص) وبأحكام الإسلام، بحيث كانت تسجِّل ما تسمعه من رسول الله(ص) مباشرة أو من علي(ع) عن رسول الله(ص) أو من ولدها الإمام الحسن(ع) ـ كما يُذكر عن رسول الله(ص) ـ وكتبت هذا الكتاب الذي تناقله الأئمة(ع)، حتى أنّ الصادق(ع) كان ينقل عنه بعض الأحكام الشرعية، فيسأله الناس ما ذلك؟ فيقول: هذا من مصحف جدّتنا فاطمة الزهراء(ع). وربما انطلق بعض الناس الذين يحقدون على خط أهل البيت(ع) ليتحدثوا أنّ للشيعة مصحفاً غير هذا المصحف، ولهم قرآن غير هذا القرآن، وهو مصحف الزهراء(ع)، ويقولون إنّ الصادق(ع) كان يتحدث فيقول: "إن حجمه هو أكثر من حجم مصحفكم هذا ـ أي القرآن ـ بثلاث مرّات"، ولكن ما ورد في الحديث عن هذا المصحف انطلق ليتحدث عن أنّ فيه كثيراً من الأحكام الشرعية.

هناك رواية وردت أنّ هناك ملكاً كان يحدثها عن أخبار الأولين بعد وفاة رسول الله(ص)، لا على أساس أنّه وحي ليُقال إنّ فاطمة يوحى إليها لتكون رسولاً، وبعض التعبيرات تقول: كانت مُحدّثة، وكانت تكتب ذلك. لكن الشيء الذي عرفناه عن الإمام الصادق(ع) مما ثبت، أن الكتاب يشتمل على مفردات الأحكام الشرعية والثقافة الإسلامية. وكلمة مصحف لا ترادف كلمة القرآن، فالمصحف من الصحف، وإنما سمّي القرآن مصحفاً لأنه يشتمل على صفحات، فليس معنى مصحف الزهراء(ع) أنه قرآن الزهراء(ع)، وإطلاق كلمة المصحف على القرآن هذا إطلاق مستحدث، وإلا فإنه يُقال عن كل كتاب إنه مصحف، باعتبار الصحف والصفحات. وهذا الكتاب ليس موجوداً عند أحد، وهو موجود عند الإمام الحجة(عج) مما ورثه من كتاب علي(ع) وكتاب الزهراء(ع)، ولذا كنا نقول لكثير من علماء المسلمين من أهل السنّة، قوموا بجولة على كل مواقع الشيعة في العالم وعلى كل بيوتات الشيعة في العالم، فإنكم لا تجدون إلا هذا القرآن الذي هو لا يختلف بكلمة ولا بحرف ولا بشيء عن القرآن الذي بين أيدي المسلمين. والجدير بالذكر انها عندما كتبت الكتاب كانت في سن اليابعة عشرة او الثامنة عشرة على أساس الروايه التي تقول انها ولدت قبل البعثه بخمس سنوات

دور الزهراء عليها السلام السياسي :
كانت الزهراء قوية الشخصية، واستطاعت أن تعبّر عن معارضتها بخطبتها التي تمثل وثيقة حيّة في الفكر الإسلامي، وفي التشريع الإسلامي، وفي المفردات السياسية،كما أنها أكملت احتجاجها بعد موتها عندما أوصت علياً(ع) أن يدفنها ليلاً وأن لا يحضر جنازتها الذين ظلموها حقها واضطهدوها. إنها أرادت أن تعبّر عن معارضتها واحتجاجها وغضبها بعد الموت، كما عبّرت عن ذلك قبل الموت، ليتساءل الناس: لماذا أوصت أن تُدفن ليلاً؟ وما هي القضية؟ هذا أمر لم يسبق له مثيل في الواقع الإسلامي، الجميع كانوا ينتظرون أن يشاركوا في تشييع الزهراء(ع)، ولكنّها دُفنت ليلاً وقيل لهم: إنها أوصت بذلك، وبدأ التساؤل بين المسلمين: لماذا ولماذا؟! وكانت تريد أن تثير التساؤل حتى يتحرك الجواب، وحتى يعرف الناس طبيعة المسألة بطريقة وبأخرى


السلام عليكِ يامكسورة الأضلاع
لكنها لاذت وراء الباب
رعايةً لِلستر وَالحِجاب
فمذ رَأوْها عصَروها عصْرة
كادت بنفسي أن تموتَ حسْرة
نادتْ أيا فِضة أسنِديني
فقد ورَبي أسقطواiجنيني
فأسقطتْ بنت الـهُدى وا حزنا
جنينَها ذاكَ الـمُسمّى مُحسِنا

إزداد ألمي بذكراكِ يافاطمه

نسألكم الدعاء

1- مكارم أخلاقها :

 
كانت فاطمة(ع):

 
«كريمة الخليقة، شريفة الملكة، نبيلة النفس، جليلة الحس، سريعة الفهم، مرهفة الذهن، جزلة المروءة، غرّاء المكارم، فيّاحة  جريئة الصدر، رابطة الجأش، حميّة الأنف، نائية عن مذاهب العجب، لا يحدّدها ماديّ الخيلاء، ولا يثني أعطافها الزهوو الكبرياء»

 
لقد كانت سبطة الخليقة في سماحة وهوادة إلى رحابة صدر وسعة أناة في وقار وسكينة ورفق ورزانة وركانة ورصانة وعفة وصيانة

 
عاشت قبل وفاة أبيها متهلّلة العزة وضّاحة المحيّا حسنة البشر باسمة الثغر، ولم تغرب بسمتها إلاّ منذ وفاة أبيها (ص)

 
كانت لا يجري لسانها بغير الحقّ ولا تنطق إلاّ بالصدق، لا تذكر أحداً بسوء، فلا غيبة ولا نميمة، ولا همز ولا لمز، تحفظ السرّ وتفي بالوعد، وتصدق النصح وتقبل العذر وتتجاوز عن الإساءة، فكثيراً ما أقالت العثرة وتلقّت الإساءة بالحلم والصفح

 
لقد كانت عزوفة عن الشرّ، ميّالة إلى الخير، أمينة، صدوقة في قولها، صادقة في نيّتها ووفائها، وكانت في الذروة العالية من العفاف، طاهرة الذيل عفيفة الطرف، لا يميل بها هواها، إذ هي من آل بيت النبيّ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً

 
وكانت إذا ما كلّمت إنساناً أو خطبت في الرجال يكون بينها وبينهم ستر يحجبها عنهم عفةً وصيانة
ومن عجيب صونها أنّها استقبحت بعد الوفاة ما يصنع بالنساء من أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها

 
وكانت الزهراء(ع) زاهدةً قنوعة، موقنة بأنّ الحرص يفرّق القلب ويشتّت الأمر، مستمسكة بما قاله لها أبوها: «يا فاطمة! اصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الأبد» فكانت راضية باليسير من العيش، صابرة على شظف الحياة، قانعة بالقليل من الحلال، راضيةً مرضيّة، لا تطمح إلى ما لغيرها، ولا تستشرف ببصرها إلى ما ليس من حقّها، وما كانت تتنزّل إلى سؤال غير الله تعالى، فهي رمز لغنى النفس ، كما قال أبوها(ص):
«إنّما الغنى غنى النفس»
إنّها السيّدة البتول التي انقطعت إلى الله تعالى عن دنياها وعزفت عن زخارفها وصدفت عن غرورها وعرفت آفاتها، وصبرت على أداء مسؤولياتها وهي تعاني شظف العيش ولسانها رطب بذكر مولاها.

لقد كان همّ الزهراء(ع) الآخرة، فلم تحفل بمباهج الدنيا وهي ترى إعراض أبيها(ص) عن الدنيا وما فيها من متع ولذائذ وشهوات
وعرف عنها صبرها على البلاء وشكرها عند الرخاء ورضاها بواقع القضاء، وقد روت عن أبيها(ص):
«إنّ الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه وإن رضي اصطفاه»
2- حنُوّها وشفقتها :

 
« لمست الزهراء(ع) من أبيها حبّه ومودّته وحنوّه وشفقته فكانت نعم البرّة به(ص) ، أخلصت له في حبّها وولائها وحنوّها ووفائها له ، فآثرته على نفسها ، وكانت تتولّى تدبير بيت أبيها(ص) وتقوم بإدارته ، فتنجز ما يصلحه وتبعث فيه الهدوء والراحة له ، وكانت تسارع إلى كلّ ما يرضي أباها رسول الله(ص)، تسكب له الماء ليغتسل وتهيّئ له طعامه وتغسل ثيابه ، فضلاً عن اشتراكها مع النساء في الغزو لحمل الطعام والشراب وسقاية الجرحى ومداواتهم، وفي غزوة اُحد هي التي داوت جراح أبيها حينما رأت أنّ الدم لا ينقطع، فأخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً ثم ذرّته على الجرح فاستمسك الدم .. وجاءته في حفر الخندق بكسرة من خبز فرفعتها اليه فقال: ما هذه يا فاطمة ؟ قالت : من قرص اختبزته لابنيّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال:
«يا بُنيّة : أما إنّها لأوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام »

 
وقد استطاعت الزهراء(ع) أن تسدّ الفراغ العاطفي الذي كان يعيشه الرسول(ص) بعد أن فقد أبويه في أول حياته وفقد زوجته الكريمة خديجة الكبرى في أقسى ظروف الدعوة والجهاد في سبيل الله .

إنّ مواقف الاُمومة التي صدرت عن الزهراء(ع) بالنسبة لأبيها وحدّثنا التاريخ عن نتف منها تؤكّد نجاح فاطمة(ع) في هذه المحاولة التي أعادت إلى النبي (ص) المصدر العاطفي الذي ساعده دون شك في تحمّل الأعباء الرسالية الكبرى ، ومن هنا قد نفهم السرّ في ما تكرّر على لسانه(ص) من أنّ
« فاطمة اُم أبيها »
إذ نرى أنّه كان يعاملها معاملة الاُم فيقبّل يدها ، ويبدأ بزيارتها عند عودته إلى المدينة ، كما يودّعها وينطلق من عندها في كلّ رحلاته وغزواته، كان يتزوّد من هذا المنبع الصافي عاطفةً لسفره ورحلته ، كما نلاحظ في سيرته(ص) كثرة دخوله عليها في حالات تعبه وآلامه أو حال جوعه أو حال دخول ضيف عليه ، ثم تقابله فاطمة(ع) كما تقابل الاُم ولدها فترعاه وتحتضنه وتخفّف آلامه كما تخدمه وتطيعه

المصدر: كتاب (سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام )
إعداد المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
نسألكم الدعاء
1ـ فاطمة (عليها السلام):
سمّاها الله بذلك. روي أنها سميت بذلك لأن الله قد فطم من أحبّها من النار. وقيل لأنها فطمت من الشر.وقيل لأنها فطمت بالعلم
2ـ منصورة (عليها السلام):
سمّاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك أولا

3ـ الزهراء (عليها السلام):
سمّيت بذلك لأن نورها زهر لأهل السماء وفي المحراب
4ـ الصديقة (عليها السلام):
لأنها لم تكذب قط
5ـ المباركة (عليها السلام):
لظهور بركاتها
6ـ الطاهرة (عليها السلام):
لشمولها آية التطهير
7ـ الزكيّة (عليها السلام):
لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية
8ـ الراضية (عليها السلام):
لرضاها بقضاء الله وقدره
9ـ المرضيّة (عليها السلام):
لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة
10- المحدّثة (عليها السلام):
لأن الملائكة كانت تحدثها
* روي أن الملائكة كانت تحدث مريم بنت عمران و (فاطمة) أفضل من مريم لأنها سيدة نساء العالمين كما في الحديث، وقال أحدهم: لا أعدل ببضعة النبي شيئاً
* الله عز وجل أوحى إلى أم موسى وإلى الحواريين فما المانع أنه تعالى أوحى إلى (فاطمة)
* وقد روي أن مصحف (فاطمة) جمع فيه كلام الملائكة التي كانت تحدث فاطمة
* عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: مصحف (فاطمة) فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات (أي من ناحية الحجم)... إلى أن قال: ولكن فيه علم ما يكون

 
11ـ البتول (عليها السلام):
لأنها تبتلت عن دماء النساء
12ـ أم أبيها (عليها السلام):
كناها بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)
13ـ أم الأئمة (عليها السلام):
لأنها والدة الأئمة الأحد عشر
14ـ الحانية (عليها السلام):
لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وبعلها علي وأولادها (عليهم السلام) والأيتام والمساكين
15ـ كوثر (عليها السلام):
كما سماها الله جل وعلا في القرآن في سورة الكوثر
16ـ الحوراء (عليها السلام):
لأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال هي الحوراء الإنسية، (ولأن نطفتها تكونت من ثمار الجنة
17ـ بضعة النبي:
لأن النبي (صلى الله عليه وآله) وصفها بذلك
18ـ سيدة النساء:
لأن النبي (صلى الله عليه وآله) وصفها بذلك
نسألكم الدعاء
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article