معاجز اخرى لها عليها السلام
* وروي ان رجلا كان محبوسا بالشام مدة طويلة مضيقاً عليه ، فرأى في منامه كان الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت : ادع بهذا الدعاء ، فتعلمه ودعا به فتخلص ورجع إلى منزله وهو : اللهم بحق والعرش ومن علاه ، وبحق الوحي ومن اوحاه ، وبحق النبي من نباه ، وبحق البيت ومن بناه ، ويا سامع كل صوت ، ويا جامع كل فوت
يا بارىء النفوس بعد الموت ، صل على محمد وأهل ابيته ، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجا من عند ، عاجلا بشهادة إن لا إله إلاّ الله ، وان محمدا عبدك وروولك ، صلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما (1) .
وفي جواهر العقدين للشريف السمهودي المصري من العجائب ان ابا الحسن نصر بن عيين الشاعر توجه إلى مكة المعظمة ومعه متاع ومال ، فخرج عليه بعض الاشراف من بني داود المقيمين بوادي الصغرى فأخذوا ما كان معه وجرحوه فكتب قصيدة إلى الملك ، الناصر ان يذهب بالساحل ويفتحه من ايدي الافرنج القصيدة هذه :
أغنت صـفاتك ذاك المـصقع السـنا | * | جزت بالجود حد الحسن والمـحسنا |
ولا تـقل سـاحل الافـرنج اقـتحمه | * | فـما يسـاوي اذا قــاسيته عـدنا |
طــهر سـيفك بـيت الله مـن دنس | * | ومــا احاط بـه مـن خسة وخـنا |
ولا تـــقل انـــهم اولاد فـاطمة | * | لو ادركوا آل حرب حاربوا الحسـنا |
فلم اتم هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة عليها السلام وهي تطوف بالبيت فسلم عليها فلم تجبه ، فتضرع اليها وتذلل عندها وسألها عن ذنبه الذي أوجب ذلك ، فانشدت فاطمة عليها السلام هذه القصيدة :
____________
(1) البحار : 89 | 365 ح 59 ، البلد الامين : 523 ، الجنة الواقية : 179 .
حــاشا بــني فــاطمة كــلهم | * | من خسـة يـعرض او مـن خـنا |
وانــما ايــام فــي غـــدرها | * | وفعلها السوء اساءت بـنا لئن جـنا |
مــــــن ولدي واحــــــد | * | تــجعل كــل السب عـمدا لنـا |
فــتب إلى الله فـــمن يــقترف | * | اثــما بـنا لا يأمن مــما جــنا |
فاصفح لاجــل المـصطفى احـمد | * | ولا تـــثر مــن آله اعـــينا |
فكــل مــا نالك مــنهم غــدا | * | تــلقى بـه فـي الحشـر مـنامنا |
ثم صب بيدها المباركة المكرمة المقدسة شيئا شبه الماء على جرحه ، ثم ايقظ من منامه فرأى ان جراحته التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة ، فكتب فورا قصيدة فاطمة صلى الله عليها السلام التي انشدتها في رؤياه ، ثم قال معتذرا :
عذر إلى بنت نبي الهـــدى | * | تصفح عن ذنب محب جــنا |
وتـوبة تـقبلها عــن اخـي | * | مــقالة تـوقعها فـي العـنا |
والله لو قـــطعني واحــد | * | منهم بسيف البغــي او بالقنا |
لم اره بـــفعله ظـــالما | * | بل انـه فـي فـعله احسـنا |
فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن فارسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الاشراف وأهل مكة وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عيين (1) .
* وروي أن عليا عليها السلام أستقرض من يهودي شعيرا ، فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة (2) فاطمة ، رهنا ، وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في البيت . فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل ، فرأت نوراً ساطعاً في البيت أضاء به كله فانصرفت إلى زوجها ، فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً فتعجب اليهودي من ذلك وقد نسي ان في بيته ملاءة فاطمة . فنهض مسرعاً ودخل البيت فاذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير ، يلمع من قريب فتعجب من ذلك ، فأنعم النظر في موضع الملاءة ، فعلم ان ذلك النور من ملاءة فاطمة عليها السلام ، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدوا إلى أقربائها
____________
(1) ينابيع المودة : 367 .
(2) الملاءة ـ بالضم والمد ـ : الازار والريطة .
فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم (1) .
* وعن سلمان الفارسي : انه لما استخرج امير المؤمنين من منزله ، خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر ، فقالت خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لا نشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رأسي ، ولأصرخن إلى الله ، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي . قال سلمان : فرأيت والله اساس حيطان المسجد تقلعت من اسفلها ، حتى لو اراد الرجل ان ينفذ من تحتها نفذ فدنوت منها وقلت : يا سيدتي ومولاتي : ان الله تبارك وتعالى بعث اباك رحمة فلاتكوني نقمة ، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في غياشيمنا
،